مصرف الرافدين يفتح أبواب "السلف" في العراق: خطوة نحو التنمية أم عبء إضافي على المواطن؟
في خطوة طال انتظارها، أعلن مصرف الرافدين، عملاق القطاع المصرفي الحكومي في العراق، عن إطلاقه مبادرات جديدة لتقديم "السلف" أو القروض الشخصية للمواطنين والموظفين. هذه الخطوة، التي تأتي في ظل سعي الحكومة العراقية لتحسين الأوضاع المعيشية وتنشيط الاقتصاد، تثير تساؤلات مهمة حول تأثيرها الفعلي على حياة العراقيين ومستقبل البلاد الاقتصادي. هل ستمثل هذه السلف طوق نجاة للأفراد المتعثرين ودافعًا للنمو، أم أنها ستزيد من أعبائهم المالية في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة؟
لطالما عانى العراقيون من صعوبة الحصول على قروض ميسرة لتلبية احتياجاتهم المتزايدة. فمع ارتفاع تكاليف المعيشة وتأخر الرواتب في بعض القطاعات، يصبح الحصول على تمويل لتغطية نفقات الزواج، أو العلاج، أو حتى شراء المستلزمات الضرورية، أمرًا بالغ الصعوبة. لذا، فإن إعلان مصرف الرافدين عن تسهيل إجراءات الحصول على السلف يمثل بارقة أمل للكثيرين، خاصة من ذوي الدخل المحدود.
- يتم التقديم على السلفة حسب رغبة الزبون من خلال الاتي:
- زيارة احد فروع المصرف لغرض التقديم على السلفة من خلال مركز الاسناد المتواجد فيها
- الدخول على التطبيق الخاص بمصرف الرافدين والاطلاع على اجراءات منح السلفة والتقديم من خلاله للموطنة رواتبهم على مصرفنا حصرا
- توقف الفروع عن استلام وترويج معاملات المنح اليدوي للمشمولين بالسلفة اعلاه حيث سيتم رفع طلب السلفة على بطاقة المستلف من قبل الادارة العامة لمصرف الرافدين وترسل رسالة الى المستلفين المقبولة طلبات تسليفهم
- يشترط في طالب السلفة ان تكون لديه خدمة لاتقل عن سنة واحدة بالنسبة لموظفي دوائر الدولة ومنتسبي وزارتي الدفاع والداخلية الموطنة رواتبهم لدى مصرفنا
- يكون مبلغ السلفة من 5 مليون ولغاية 25 مليون دينار وحسب استحقاق المستلف والذي يتناسب مع مقدار راتبه الشهري الكلي وبضمان بطاقة الماستر كارد الصادرة من مصرف الرافدين
- بالنسبة لمنتسبي وزارتي الدفاع والداخلية الضباط من رتبة ملازم واعلى من غير الموطنة رواتبهم ولم تمنح لهم بطاقة الماستر كارد فتنطبق عليهم التعليمات السابقة الخاصة بمنح السلف وتبدا من 5 مليون ولغاية 25 مليون
- بالنسبة لشريحة المتقاعدين فيشمل المتقاعد الاصيل حصرا على الا يتجاوز عمره 73 عاما وان لايكون قد تجاوز العمر التأميني المحدد
- يشترط عدم تجاوز مبلغ الاستقطاع ( القسط والفائدة ) من الراتب الكلي في بطاقة المستلف
- تكون مدة السلفة 5 سنوات بواقع 60 شهرا وتسدد باقساط شهرية متساوية
- نسبة فائدة السلفة 5 بالمئة سنويا تحسب بطريقة القسط الثابت يتم البدء باستقطاع الاقساط من راتب الشهر التالي لتاريخ المنح
- عدم منح الموظف المستلف براءة ذمة في حالة احالته على التقاعد ويتم اتباع الالية التالية:
- يتم تسديد المتبقي من السلفة الالكترونية من مكافاة نهاية الخدمة ومتراكم الاجازات بعد تقديم تعهد خطي يصادق عليه من قبل القسم القانوني بالالتزام بالتسديد حال انجاز المعاملة التقاعدية
- في حال عدم استحقاقه لمكافة نهاية الخدمة يتم تحويل استقطاع السلفة الالكترونية على الراتب التقاعدي
- في حال تحويل مبلغ السلفة على الراتب التقاعدي فان فترة انجاز المعاملة التقاعدية للمتقاعد لا تعتبر فترة تلكؤ
من المتوقع أن تساهم هذه السلف في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي من خلال زيادة القدرة الشرائية للأفراد، مما قد ينعكس إيجابًا على قطاعات التجارة والخدمات. كما أنها قد تساعد في تخفيف الضغط المالي على الأسر العراقية ومساعدتها على تجاوز الأزمات الطارئة. بالإضافة إلى ذلك، قد تشجع هذه المبادرة البنوك الأخرى على تقديم منتجات مماثلة، مما يزيد من المنافسة ويصب في مصلحة المستهلك في نهاية المطاف.
لكن، لا يمكن تجاهل التحديات والمخاطر التي قد تصاحب هذه الخطوة. أولًا، يبرز الوضع الاقتصادي العام في العراق كعامل حاسم. فمع الاعتماد الكبير على النفط وتقلبات أسعاره، واستمرار بعض التحديات الأمنية والسياسية، قد يواجه المقترضون صعوبة في سداد أقساط السلف في حال تدهور الأوضاع الاقتصادية.
ثانيًا، يجب النظر إلى شروط السلف المقدمة من مصرف الرافدين. هل ستكون الفوائد معقولة؟ ما هي الضمانات المطلوبة؟ هل ستكون هناك شروط تعجيزية قد تجعل الحصول على السلف عبئًا إضافيًا على المواطنين؟ الشفافية في هذه الشروط ستكون حاسمة لضمان استفادة حقيقية وعدم الوقوع في براثن الديون المتراكمة.
ثالثًا، يجب التأكد من وجود آليات رقابية فعالة لضمان استخدام هذه السلف في الأغراض المخصصة لها وتجنب أي عمليات احتيال أو تلاعب. كما يجب وضع ضوابط واضحة لعملية منح السلف لضمان وصولها إلى المستحقين الفعليين وتقييم القدرة على السداد بشكل دقيق.
رابعًا، قد يؤدي التوسع في منح السلف إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات، وهو ما قد يرفع الأسعار ويفقد السلف جزءًا من قيمتها الحقيقية. لذا، يجب أن تترافق هذه الخطوة بسياسات اقتصادية متوازنة تهدف إلى السيطرة على التضخم وضمان استقرار الأسعار.
في الختام، يمثل قرار مصرف الرافدين بفتح أبواب السلف في العراق خطوة ذات شقين. فهي تحمل في طياتها إمكانية تحسين حياة الكثير من العراقيين وتنشيط الاقتصاد الوطني، ولكنها في الوقت ذاته تنطوي على مخاطر وتحديات يجب التعامل معها بحذر ومسؤولية. نجاح هذه المبادرة سيعتمد بشكل كبير على وضوح الشروط، وفعالية الرقابة، واستقرار الوضع الاقتصادي العام في البلاد. يبقى الأمل معلقًا على أن تكون هذه السلف بمثابة دفعة حقيقية نحو التنمية والرخاء، لا مجرد عبء إضافي يثقل كاهل المواطن العراقي.