الكويت على أعتاب تحولات كبرى في ملف الجنسية والأمن الوطني: اليوسف يعلن فتح جميع الملفات ويؤكد على حماية حقوق المواطنين
في خطوة تاريخية تعكس حرص القيادة الكويتية على تعزيز الأمن الوطني وحماية حقوق المواطنين، أعلن رئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف عن فتح جميع ملفات الجنسية الكويتية دون استثناء. جاء ذلك خلال تصريحات صحفية أدلى بها اليوسف عقب مشاركته في فعاليات جمعية الضباط المتقاعدين، حيث أكد أن سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد كان حريصاً منذ اليوم الأول لتوليه الحكم على تعديل الهوية الوطنية، وأن شغله الشاغل كان المحافظة على أمن البلاد.
مرحلة عصيبة في تاريخ الكويت
أشار اليوسف إلى أن الكويت مرت بمرحلة عصيبة في الماضي، معرباً عن أمله في ألا تعود البلاد إلى تلك الأوضاع مجدداً. وأكد أن المحافظة على الأمن الوطني لا تأتي من فراغ، بل من خلال كشف الدخلاء على الوطن، وهم بالأشخاص الذين لا ينتمون إليه بشكل حقيقي. وأضاف أن تعديل مواد قانون الجنسية سيتم بشكل تدريجي، مع فتح المادتين الخامسة والسابعة، مؤكداً أن كل شيء سيتم في وقته ولن يُظلم أحد.
تعديلات في قانون التأمينات وحماية حقوق المسحوبة جنسياتهن
في إطار الإصلاحات التي تشهدها البلاد، كشف اليوسف عن تعديل بعض بنود قانون التأمينات، مشيراً إلى أن زوجات المواطنين ممن سُحبت جنسياتهن سيحصلن على رواتبهن التقاعدية حتى وفاتهن. كما نفى أن تكون الحكومة قد منحت المسحوبة جنسياتهن عقود عمل لمدة سنة واحدة فقط، مؤكداً أن مدة العقود هي ثلاث سنوات وتُجدد تلقائياً.
سحب الجنسية من الفنانين وفق بند "الأعمال الجليلة"
تطرق اليوسف إلى موضوع سحب الجنسية من بعض الفنانين الذين حصلوا عليها وفق بند "الأعمال الجليلة"، مؤكداً أن الفنان يعمل بمقابل مادي ولا يرقى إلى أن يكون قد قدم أعمالاً جليلة للبلاد. وأشار إلى أن اللجنة العليا للجنسية انتهت من سحب جنسيات بعض الفنانين، وإذا تم اكتشاف آخرين حصلوا عليها بنفس الطريقة، فسيتم سحب الجنسية منهم أيضاً.
قانون "البدون" قريباً من النور
أوضح اليوسف أن هناك قانوناً خاصاً بفئة "البدون" (عديمي الجنسية) سيرى النور قريباً، مؤكداً أن الحكومة لن تصرف جوازات سفر مادة 17 مرة أخرى. كما كشف أن أكثر من 200 شخص من المقيمين بصورة غير قانونية قاموا بتعديل أوضاعهم خلال الفترة الماضية، واستخرجوا جوازات سفر لعدة دول أوروبية وعربية.
ملاحقة المزورين والمتلاعبين بالهوية الوطنية
أكد اليوسف أن الدولة ستستمر في ملاحقة المزورين والمتلاعبين بالهوية الوطنية، مشيراً إلى أن عملية سحب الجنسيات من المزورين ستتم فقط بإثباتات دامغة. وأضاف أن بعض الدول أعادت جنسيات رعاياها من زوجات المواطنين اللاتي سُحبت جنسياتهن وفقاً للمادة الثامنة، مؤكداً أن وزارة الداخلية تتعامل بتساهل مع هذه الحالات.
انعكاسات إصلاحات الجنسية على سوق العقارات
أشار اليوسف إلى أن انخفاض أسعار العقارات في الفترة الأخيرة يعكس خوف المتلاعبين بالهوية الوطنية من كشف تزويرهم. وأكد أن الحكومة ستستمر في كشف تلاعبات المزورين، وأن أي تزوير لم يُكشف اليوم سيُكشف مع مرور الوقت.
حرص القيادة على التواصل مع المجتمع
من جهة أخرى، أكد اللواء م. فيصل الجزاف، رئيس جمعية الضباط المتقاعدين، أن حضور رئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف لفعاليات الجمعية يعكس حرص القيادة السياسية على التواصل مع جميع أطياف المجتمع. وأشار إلى أن الضباط المتقاعدين قدموا الكثير خلال فترة خدمتهم، وأنهم يستحقون كل التقدير والاحترام.
ميزة جديدة: تحليل تأثير الإصلاحات على المجتمع الكويتي
في ظل هذه الإصلاحات، يتوقع أن تشهد الكويت تحولات اجتماعية واقتصادية كبيرة. فتح ملفات الجنسية سيؤدي إلى تعزيز الثقة بين المواطنين والحكومة، كما أن تعديل قانون التأمينات وحماية حقوق المسحوبة جنسياتهن سيعزز من الاستقرار الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، فإن قانون "البدون" الجديد سيحسن أوضاع هذه الفئة المهمشة، مما يسهم في تعزيز الاندماج الاجتماعي.
من الناحية الاقتصادية، فإن كشف المزورين والمتلاعبين بالهوية الوطنية سيؤدي إلى زيادة الشفافية في سوق العقارات، مما يعزز من ثقة المستثمرين. كما أن الإصلاحات المتعلقة بالجنسية ستسهم في جذب الكفاءات التي تساهم في بناء الوطن بشكل حقيقي.
باختصار، هذه الإصلاحات تعكس رؤية استراتيجية لتعزيز الأمن الوطني وحقوق المواطنين، وتضع الكويت على طريق التحول إلى دولة أكثر استقراراً وازدهاراً.